العِراقي

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
01/01/2007 06:00 AM
GMT



أعرفكَ ..
تنأى ممزقا ..
بطلاسم جوهرة ٍ سعّفت مجراتك الموبوءة .. الصلدة ..
وتوزّع بريد الغيم .. على لكنتهم ..
متساويا مع الريح ..
باندمال سكونها ..
ومتفوقا .. على هدب الكمنجات باحتراف الفاجعة ..
 
ألوانـُك تسمعها النايات ..الكسيحة ..
وشبابيك حقائبك ..
يطل ُّ منها التراب مغامزا وحشة امهات ٍ يندبـنك..
أعرفكَ ..
وأنت َ تدلـّس ُ علي َّ بورم ٍ أخرق ..
وتقاتل زنابق َ أوردتي حتى الشفق الأخير ..
أعرفك َ ..
فسماؤك ملح ..
ودقيقك جوع ..
صام شرّير ُ لذتك َ عن صيد أطايب الغابات ..
فأكل َ الريح َ شهورا ..
إلى أن ماتت العصافير ..
غربة ً .. وهجرات ٍ ..
فاكتفى بأكل نفسه ..
يوم َ لم يجد أهون َ منها عليه ..
وحين شبع منها ..
واعتادته ُ..
أكل َ ملامح َ طعم أخيه ..
أعرفك ..
أنت َ الـ ( تراثك ) .. كومة ُ صور ٍ ..
أكملت َ حضانتها بريشك ..
قدر َ ما زرت َ فيافي السكون ..
وعلـّقتَها أخيرا ..
على بيوت ٍ بلا جدران ..
أعرفك ..
تخفق ُ زلال َ نظراتك ..
خوفا من أن يراك َ جارُك الذي لم تلتقِه إلا في المنافي ..
أعرفك ..
وتعرفك الوقفات ُ المطلية أسفا ..
على سكة ِ قطار ٍ أليف ..
تعرفك الكلاب ُ المالحة ُ التعثر ..
والأنفاس المتلألئة البعد ..
وجراء ُ الضوء ..
تختبئ ُ في معطفك النحاسي ..
مبددة ً نبض َ صنبور غسقها ببرودة صلادتك ..
أعرفك َ ..
محبّا .. لما تناثر َ من رماد أمانيك في قعر الحقيقة ..
متسكعا .. كصوت بحر ٍ .. الليالي الباردة ..
وضمادا .. لتثلمات الأصنام ..
أعرفك َ..
تكثر ُ الجيوب ..
لتدس َّ شتى ( السفارات ) فيها ..
وهويات ٍ ..
تسترك َ ممن لا تعرفهم .. ويعرفونك ..
وممن لا تريد ُ التعرف َ إليه .. ويتعرّف ُ .. عليك ..
تكثر ُ الجيوب ..
تكثر ُ الجيوب ..
ولا تقوى على ملئها إلا بيديك ..
فتبقى فقيرا .. مثلــَ ........ هم ..
أعرفك َ ..
تحب ُّ السيـّاب .. وداخل حسن .. والرقم ( 10 ) ..
وتتشمّس بانكسار الدعاء فوق جثة الرصافي ..
وتتمنى أن تنصِّب َ نفسك َ تمثالا ..
كي يسحلك َ الآخرون ..
وتشي لنارك بمائك َ ..
ولمائك َ .. بأرضك ..
ولأرضك .. بأقدامك ..
ولأقدامك .. بالأسلاك ..
ولأسلاكك .. بالنار ..
أعرفك َ ..
تتشبّث ُ ..متلكئا .. بأنثيين ..
جنّة ٌ .. وجهنّم ..
إحداهما .. تقتلك حيا ..
والثانية .. تقتلك ميتا ..
أعرفك ..
دخانا .. يحاول السحاب ..
وحصى ترقص ُ مرتعدة ً من الثقة ..
ومدرجا لكل ِّ نوارس الطين ..
أعرفك ..
تخفِّض أصوات الصباح بمشيئتِك ..
وتطرب ُ لغناء المطر ..
تأكل ُ حراشف البارود ..
وتتقمّط ُ بالترقب ..
وتنام قريبا .. لتستعجل َ الحلم ..
وتصحو على وقع أقدام المدارس ..
وهي ترفع ُ الأعلام ..
في قلوب كل ِّ التلاميذ الغائبين ..
أعرفك َ..
زورقا مدللا بالضباب ..
ومزججا بالأشرعة ..
ومستَأمَمنا على خياناتهم ..
ومستودَعا لخوذ ٍ تحميها برأسك ..
أعرفك ..
بمقدور أية صفّارة ٍ أن ترديك َ حيا ..
وتساهم ُ في تمريض خطيئتك ..
أعرفك َ ..
فهل زلت َ ......... تعرفني ..
أم مازلت َ ............. لا تعرفني ..


عمر السراي